يزخر التاريخ البشري بقصص وروايات مثيرة عن هواة جمع الدرر النفيسة والنوادر الثمينة من الكتب والمخطوطات التي تسلب الألباب وتثير رغبة المهتمين بالندرة والجمال وتأخذ الروح إلى حقب التاريخ العامرة بالخيال والأساطير.
بيد أن مثل هذه الكتب النفيسة التي يندر وجودها حول العالم تباع دوماً بأرقام فلكية تتخطى حاجز المليون.. فهل أنت ممن قد يدفعون هذا المبلغ في كتاب مهما علا قدره وعز وجوده؟!
إذا كنت ما تزال تفكر في الإجابة.. فمن دواعي سروري أن أخبرك أن هذا حدث بالفعل في معرض الدوحة الدولي للكتاب "ملتقى الفنون والثقافة والمعارف ووجهة النفائس والدرر من متخلف بلدان العالم".
بدأت القصة عندما رصدت "الشرق" كتابا نادراً للبلجيكي أندرياس فيزاليوس الذي يعد مؤسس علم التشريح الحديث ويتحدث فيه حول "خطاب التشريح"، وذلك بسعر خيالي وصل إلى 375 ألف يورو أي ما يتخطى حاجز المليون ونصف المليون ريال قطري.
يقول السيد هوغو ويتستشريك، صاحب مؤسسة «Antiquariat INLIBRIS» التي تعمل في مجال التعامل واقتناء الكتب النادرة منذ عام 1883، إن لدى الشركة نسخة واحدة فقط من الكتاب، لكنه يوجد نسختين أخرتين إحداهما في متحف لندن والأخرى في ألمانيا.
ويضيف صاحب المؤسسة النمساوية أن الكتاب مطبوع منذ 500 عام تقريبا وطُبع منه 5000 نسخة إلا أن العدد الكبير منها ضائع، ومن الممكن أن تجد منها نسخ أخرى لكن مكانها غير معروف حتى الآن، وأن سعر الكتاب هو سعر عالمي فالكتاب مرفق بـ Reference Number، وموصول بـ International Marketing" " مما يسمح من التأكد من سعره عالميا، فمثل هذه الكتب النادرة يتحدد سعرها عالميا.
ويتحدث الكتاب عن رسالة فيزاليوس حول دعوته إلى الأسلوب "الكلاسيكي" الجديد المتمثل في ترك الدم بالقرب من مكان الإصابة، وهي طريقة تثير جدلاً كبيرًا بين الأوساط الطبية حيث إنها تعارض بشكل مباشر مع الطريقة التقليدية.
وتقدم المؤسسة النمساوية في جناحها إلى جانب الكتاب مجموعة من الكتب والخرائط النادرة، كما تعد من بين الدور الرائدة في النمسا في هذا المجال، خاصة أنها تعمل على اقتناء وبيع الكتب والمجموعات ذات الطابع التاريخي والأثري. التي لا نجدها إلا في المتاحف العالمية.
وقد تم تأسيس Antiquariaat FORUM في مدينة أوترخت في هولندا عام 1970 على يد سيباستيان هيسلينك، وهو الآن خبير معترف به دوليًا في عالم الكتب والمخطوطات والمطبوعات النادرة والآثارية.
يذكر أنه في عام 1543 نشر أندرياس فيساليوس كتاباً قال عنه السير وليم أوسلر إنه أعظم ما كتب في الطب قاطبة، كان أبوه أندرياس فيسل صيدلياً غنياً في بروكسل، وجده طبيباً لماري البرجندية ثم لزوجها مكسمليان الأول.