تمديد استضافة كسوة نادرة للكعبة 6 أشهر في معبر الحضارات بدبي

  • Al-Ittihad
  • 28 May 2014

عمرها 471 عاماً

وقع أمس متحف معبر الحضارات، المتحف الذي يعرض كسوة الكعبة النادرة، وشركة انليبرس النمساوية، المالك الرسمي للكسوة، عقد تمديد فترة استضافة المتحف للكسوة النادرة لمدة 6 أشهر إضافية.

وبموجب هذه الاتفاقية سيتمكن زوار متحف معبر الحضارات من التعرف على كسوة نادرة للكعبة المشرفة يصل عمرها إلى 471 عاماً. وصممت الكسوة النادرة في عهد السلطان سليمان القانوني، أحد السلاطين العثمانيين الأكثر شهرة، الذي أمر بتصميم كسوة الكعبة وزخرفتها ليتم إرسالها بعد ذلك من إسطنبول عاصمة السلطنة إلى مكة المكرمة، وذلك في عام 950 هجري.

ولا تزال الكسوة مُحتفظة بحلتها الجذابة ورونقها بشكل مذهل، لتوثق مرحلة التفوق وروعة الفن الإسلامي، وتسابق ملوك المسلمين في الحصول على شرف القيام بكسوة الكعبة المشرفة.

وجاءت نتائج التحليل الكربوني، الذي أجرته جامعة توابنجان الألمانية، أقدم جامعة ألمانية متخصصة في التاريخ، على الكسوة، لتؤكد أن متحف معبر الحضارات سيتمكن خلال 6 أشهر من عرض كسوة نادرة للكعبة لا يوجد لها مثيل في العالم، حيث أكدت النتائج العلمية أن عمر الكسوة مطابق للتاريخ المكتوب عليها. كما أشار خبراء الجامعة أيضاً إلى أن وجود التطريز، الذي يحمل اسم السلطان وتاريخ السنة الهجرية، يجعل من الكسوة وثيقة تاريخية، وليس فقط مجرد قطعة أثرية تاريخية.

إلى ذلك، قال أحمد عبيد المنصوري، مؤسس متحف معبر الحضارات: "هذه التحفة الفنية عززت من مكانة متحف معبر الحضارات بدبي، فهي عامل جذب للكثير من الزائرين، خصوصاً للراغبين في استكشاف التراث الفني، الذي صاحب هذه الحقبة التاريخية المهمة التي عاصرتها الكسوة، باعتبارها من أكثر القطع الفنية ندرة في العالم".

ويعود الفضل في تصميم وصناعة هذه الكسوة النادرة إلى السلطان سليمان القانوني، أحد أبرز رعاة الفنون والآداب الإسلامية في صدارة عصر الخلافة العثمانية، فقد قام بتكليف أفضل النساجين في تركيا، الذين استخدموا أجود أنواع الأقمشة والتطريز بالذهب والفضة لنسج هذه الكسوة، القطعة الفنية النادرة. ويضيف المنصوري: "الكسوة قطعة تاريخية تعكس التمازج بين الفن والثقافة والدين والسياسة والسلطة. قد نرى العديد من القطع الأثرية واللوحات الفنية من أعمال مشاهير الفن مثل دافنشي وبيكاسو، ولكن من النادر جداً أن نرى تحفة فنية استثنائية، وتكون من أعمال صاحب السلطة والجاه، من بيده الحكم ومقاليد الأمور وهو ما يعكس رغبة وحرص السلطان سليمان القانوني في أن تكون هذه الكسوة فخراً لجميع المسلمين، وشاهدا على العصر الذهبي للخلافة العثمانية لجميع زوار الكعبة المشرفة من كل فج عميق".

وأعرب المنصوري عن أمله في أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة المستقر النهائي لكسوة الكعبة النادرة في آخر المطاف، لما تحمله من قيمة فنية وثقافية نادرة تجذب الملايين من الزائرين من جميع أنحاء العالم.

من جهته، أشار هوجو ويتشريك إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تترك فيها كسوة الكعبة العاصمة النمساوية فيينا لهذه الفترة الطويلة، مضيفاً: "متحف معبر الحضارات منصة مثالية لاستضافة كسوة الكعبة التاريخية، فإن ما تجسده الكسوة من تنوع ثقافي وتلاقي بين الحضارات والأديان المختلفة يتماشى تماماً مع مقتنيات المتحف بصورة خاصة ومع ما تعكسه دبي بصورة عامة. وستبدأ الكسوة رحلتها في المنطقة العربية مع نهاية شهر نوفمبر المقبل عبر مشاركتها في عدد من معارض الكتب والمخطوطات المختلفة".

وكانت العادة المتبعة قديماً في كل موسم حج، أن يُقطع قماش الكسوة الثمين إلى قطع صغيرة ويوزع على الحجاج كتذكار، ويستثنى من ذلك سنوات الحج الأكبر، التي تصادف فيها خطبة الجمعة الوقوف بعرفة، حيث لا تقطع كسوة الكعبة إلى قطع، وهو ما يفسر بقاء هذه الكسوة كاملة متكاملة حتى (دبي - الاتحاد)