زوار معرض الكتاب يتعرفون على الثقافة الغربية

  • Al-Arab
  • 2 January 2010
  • Hala Botros

الدوحة - هلا بطرس :  بدأ معرض الدوحة الدولي الـ 20 للكتاب منذ الأيام الأولى من افتتاحه باستقطاب مئات المهتمين من مختلف الفئات والجنسيات، الذين توزعوا بين أجنحة تمثل حوالي 350 مشاركا في هذه الدورة. وبدت صالة المعارض تجسد المعنى الفعلي لالتقاء الثقافات وحوار الحضارات، حيث تنقحت دور العرض العربية بمشاركين من دول أوروبية وأميركية متعددة ومختلفة، إما على مستوى شركات خاصة وناشرين معينين، وإما عن طريق سفارات الدول في الدوحة. واستغلت السفارات مناسبة المعرض لتعرض ثقافتها على القطريين، حتى إن بعضها يقدم كتبا غير معروضة للبيع، إنما فقط للاطلاع، خدمة للهدف الوحيد وهو تعريف العرب والمجتمع المحلي على ثقافة الدولة الأجنبية.
وتضمن المعرض مشاركون غربيون من الدول التالية: أستراليا (Millennium House Australia)، ألمانيا (Finken Verlag)، الولايات المتحدة الأميركية (آثر بوك هاوس)، بريطانيا (شركة الوراق للنشر المحدودة - دار الحكمة)، السويد (دار المنى) فرنسا (ضيف شرف: 7 دور نشر والمكتبة الفرنسية في دبي)، النمسا (Antiquariat Inlibris)، اليابان (PACE Japan Foundation).

دروس مجانية وندوات ولقاءات في الجناح الفرنسي
انطلاقاً من كونها ضيف شرف في الدورة الحالية من معرض الدوحة للكتاب، يقدم الجناح الفرنسي الذي تشرف عليه السفارة الفرنسية بالدوحة والمركز الثقافي الفرنسي سلسلة من النشاطات المختلفة، التي لا تقتصر فقط على الكتب والقراءات، بل تسهم أيضاً في تقريب اللغة من عموم الناس.
المسؤولة عن الجناح الفرنسي في المعرض سابرينا ماريغو تحدثت لـ «العرب» عن المشاركة الفرنسية، مؤكدة: «نحن نستفيد من هذه الفرصة لنقدم فرنسا بشكل عام، أي إننا لا نكتفي بعرض الكتب كون هذا المعرض هو للكتاب، لكننا نصر أيضاً على تقديم اللغة الفرنسية، فنوفر دروساً فيها بشكل يومي صباحاً مساء، تمتد لـ 20 دقيقة، وتعطي أساسيات اللغة الفرنسية، وهي فتوحة للجميع ومجانية. كما ننظم أيضاً أمسيات شعر وعود، ونركز في بعض نشاطاتنا على التعاون بين فرنسا والعالم العربي لنظهر الثقافة المشتركة». هذا إضافة إلى اللقاءات وعروض دور النشر..
ولفتت ماريغو إلى أن الجناح الفرنسي يتوجه بالطبع إلى الفرانكوفونيين لأن الكتب باللغة الفرنسية، لكن أيضاً إلى كل القطريين والعرب لأن الهدف هو تقديم الأدب الفرنسي لغير الفرانكوفونيين.
وحرص المنظمون على التنويع في اختيار الكتب، تلبية لكل الطلبات والأذواق. والكتب المعروضة هي موجهة للأطفال والمراهقين والراشدين والأمهات ومحبي التصوير ومحبي الموضة.. إضافة إلى روايات وقصص..
ويستضيف الجناح الفرنسي 3 شخصيات بارزة هي: المصور الفرنسي الشهير فيليب بليسون، ولديه مجموعة صور مميزة جداً عن البحر. وصاحب رسوم مجموعة «بول إي بيل» الشهيرة لوران فيرون، والوزيرة الفرنسية السابقة نيكول جيدج التي ألفت كتاباً حول ما يسمى بالقبعات الحمراء في منظمة الأمم المتحدة، وهي فكرة جيش للتدخل في حالات الكوارث الطبيعية.
وشددت ماريغو على أهمية المشاركة الفرنسية في هذا المعرض باعتباره يمثل أول نشاطات العام 2010، عام احتفالية الدوحة، و «كون فرنسا ضيف شرف في حدث كبير مثل هذا تنظمه قطر هو أمر هام جداً ورائع»، على حد قولها.

السفارة اليابانية تنشر ثقافتها محلياً
تتعاون السفارة اليابانية مع مؤسسة اليابان وPACE في الجناح الياباني، الذي يقدم كتباً للعرض ليست للبيع لتعريف القارئ المحلي بثقافة البلد.
ملحق الشؤون الإعلامية والثقافية في سفارة اليابان بالدوحة هيرومي أمانو شرحت هذه الفكرة موضحة أن مؤسسة اليابان هي جمعية لا تبتغي الربح، لذا لا تبيع الكتب، بل إن «الفكرة هي نشر الثقافة اليابانية هنا». وقد تم اختيار مجموعة من الكتب إما بالعربية من القاهرة، وإما كتب إنجليزية من اليابان.. وهي منوعة جداً لتهم كل الفئات.
وأكدت أمانو أن الإقبال على الجناح جيد حتى الآن، وكثر سألوا عن إمكانية الشراء، لكن الفكرة هي عرض الثقافة على الناس خدمة للهدف.
وعن المشاركة في احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010، أكدت أمانو أن السفارة تحضر لنشاطات ثقافية عديدة، لم تقرر نهائياً بعد، لكنها نشاطات ثقافية فنية بشكل عام.
واعتبرت أن «المشاركة في هذا المعرض هامة جداً لأنها تشكل فرصة لتقديم الثقافة اليابانية للعموم في قطر، وتعريف الناس بها». وأضافت: «كثر يأتون إلى هذا المعرض، ويزورون الجناح الخاص بنا، والمارون يتوقفون للاطلاع على المعروضات، فهذا يساعدنا على نشر ثقافتنا بصورة أوسع».
المشاركة الأميركية: كتب للعموم وللطلاب
تشارك السفارة الأميركية في معرض الدوحة للكتاب في كل عام، وتعرض كتباً عربية مترجمة لمؤلفين كبار، وعناوين بارزة باللغة الإنجليزية، إضافة إلى قسم رئيسي خاص بالطلاب وبالكتب الموجهة لهم، التي يستفيدون منها في التحضير للاختبارات مثل الـ «سات» والـ «تويفل».. هذه الكتب المدرسية هي موجودة في السفارة على مدار السنة، لكن الكتب الأخرى تم جلبها خصيصاً للمعرض. كما هناك قسم تجاري مختص بالناشرين الذين أرسلوا كتبهم للمشاركة في المعرض.
المستشارة الطلابية في السفارة الأميركية بالدوحة ناهيد لوسون أكدت أن «هناك اهتماما كبيرا من قبل الناس بالجناح الأميركي، خصوصاً بالكتب المدرسية، وفي العادة تباع كل الكتب المتعلقة بالـ «سات» والتويفل في الأيام الأولى من المعرض، لهذا السبب تم جلب نسخ إضافية في هذا العام، لأن هذه الكتب مطلوبة كثيراً، وتباع بأسعار متدنية خدمة لمصلحة الطلاب لأن الهدف ليس الربح المادي».
وشرحت المتحدثة أن المشاركة في المعرض تعتبر مهمة، مضيفة: «لدينا كتب تهم الناس من أميركا، ولدينا كتب لمؤلفين أميركيين مشهورين تمت ترجمتها إلى العربية، لهذا السبب يقبل الناس كثيراً على جناحنا. فأصبح لدينا ناس يقصدوننا كل عام، ليروا الكتب الجديدة التي نقدمها. وهناك نسبة كبيرة بينهم من القطريين الذين يحبون قراءة الكتب، ويأتون ليروا ما الأجد لدينا».
وأكدت أن النشاطات الخاصة بالطلاب لا تقتصر على مناسبة، بل تمتد على مدار العام، فهناك تواصل دائم مع المدارس، لتقديم معلومات لمن يرغب بالدراسة في الولايات المتحدة. كما هناك مكتبة متنقلة بين المدارس تعتبر مصادر لأساتذة اللغة الإنجليزية، تبقى في المدرسة 3 إلى 4 أسابيع ثم يتم نقلها إلى أخرى. وبدأت السفارة هذا العام بمشروع اسمه «الرف الأميركي»، وهو كناية عن مجموعة يتم تقديمها للمدارس. كما يتم تنظيم قراءات للكتب في المدارس للطلاب الصغار، وتقديم هبات من كتب القصص لبعض المدارس الابتدائية.

كتب ومخطوطات تاريخية في جناح مشترك للنمسا وهولندا
يشارك هيوغو ويتسشيريك من مؤسسة Antiquariaat Inlibris النمساوية، ولورانس هيسيلينك من مؤسسة Antiquariaat Forum الهولندية في جناح واحد بالمعرض، يضم مجموعة قيّمة من الكتب والمخطوطات والخرائط الأصلية المتعلقة بالمنطقة، لأوروبيين أنجزوها من 300 و400 سنة، وأسعارها تتراوح بين 500 دولار و250 ألف دولار أميركي (الدولار يساوي 3.64 ريال قطري تقريبا)، وهي تستهدف بشكل خاص جامعي التحف والكتب القدم، والمؤسسات المحلية والمتاحف.
والكتب والمخطوطات منوعة، هي إما تاريخية، أو عن رحلات من القرنين 17 و18 لأوروبيين زاروا المنطقة، كما هناك كتب عن الصقور والخيول، وخرائط ومخطوطات كثيرة تهم الجمهور المحلي.
وأكد المتحدثان أن الإقبال على الجناح كان جيداً في الأيام الأولى، قائلين: «الأشخاص المحليون مثقفون ومهتمون بهذه الوثائق، كما أن بعضهم يرون هذه الأشياء للمرة الأولى وتثير اهتمامهم». فهناك مثلاً كتاب تاريخي هو الأول الذي نشر باللغة العربية نشر في أوروبا، ومخطوطات وتصويرات حول الصقور تعود للعام 1570 (إيطاليا)، ومجموعة صور أصلية عن مكة هي أو صور اتخذت للمدينة المنورة، وأطلس Blaeu-Van der Hem من مكتبة النمسا الوطنية، وهو مجموعة لخرائط ومخطوطات ومطبوعات توبوغرافية ورسوم تعود للقرن الـ 17.. ويعتبر االمشرفان على الجناح أن هذا المعرض يشكل فرصة للتواصل مع المجتمع المحلي، لأن هذه المجموعة تعرض للمرة الأولى في قطر، بعد أن عرضت في معارض مختلفة بالإمارات وبلدان أوروبية.. وتجري لقاءات حالياً لمحاولة التوصل إلى طريقة للتواجد بصورة دائمة في قطر.